فصل: قال محمد أبو زهرة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال محمد أبو زهرة:

وإنى أميل إلى الاحتمال الأول، وأن تكون الجملة السامية {قل إن الهدى هدى الله} معترضة، وأن قوله: {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} من قولهم، وذلك ليستقيم أمر الله بعد ذلك لنبيه بقوله: {قل إن الفضل بيد الله} فإنه لا يتضح معناه إلا إذا كان عقب قولهم؛ ليكون معنى جديدا للأمر الثانى بعد الأمر الأول؛ إذ لو كان قوله: {أن يؤتى أحد} من كلام الله المأمور به ما اتضح لنا معنى الأمر الثانى {قل إن الهدى هدى الله} إلا إذا كان لتكرار هدايته وفضله، والتأسيس أولى من التأكيد. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله أَن يؤتى أَحَدٌ مّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ} في نظم الآية ومعناها أوجه لخصها الشهاب من كلام بعض المحققين، أحدها: أن التقدير: ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وهم المسلمون أوتوا كتابًا سماويًا كالتوراة ونبيًا مرسلًا كموسى وبأن يحاجوكم ويغلبوكم بالحجة يوم القيامة إلا لاتباعكم، وحاصله أنهم نهوهم عن إظهار هذين الأمرين للمسلمين لئلا يزدادوا تصلبًا ولمشركي العرب لئلا يبعثهم على الإسلام وأتى بأو على وزان {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءاثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24] وهو أبلغ. والحمل على معنى حتى صحيح مرجوح، وأتى بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله} معترضًا بين الفعل ومتعلقه، وفائدة الاعتراض الإشارة إلى أن كيدهم غير ضار لمن لطف الله تعالى به بالدخول في الإسلام، أو زيادة التصلب فيه. ويفيد أيضا أن الهدى هداه فهو الذي يتولى ظهوره {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ الله بأفواههم والله مُتِمُّ نُورِهِ} [الصف: 8] فالمراد بالإيمان إظهاره كما ذكره الزمخشري، أو الإقرار اللساني كما ذكره الواحدي، والمراد من التابعين المتصلب منهم، وإلا وقع ما فروا منه، وثانيها: أن المراد: ولا تؤمنوا هذا الإيمان الظاهر الذي أتيتم به وجه النهار إلا لمن كان تابعًا لدينكم أولًا وهم الذين أسلموا منهم أي لأجل رجوعهم لأنه كان عندهم أهم وأوقع، وهم فيه أرغب وأطمع، وعند هذا تم الكلام، ثم قيل: {إن الهدى هُدَى الله} أي فمن يهدي الله فلا مضل له ويكون قوله تعالى: {أَن يؤتى} الخ على هذا معللًا لمحذوف أي لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولما يتصل به من الغلبة بالحجة يوم القيامة دبرتم ما دبتم. وحاصله أن داعيكم إليه ليس إلا الحسد، وإنما أتى بأو تنبيهًا على استقلال كل من الأمرين في غيظهم وحملهم على الحسد حتى دبروا ما دبروا ولو أتى بالواو لم تقع هذا الموقع للعلم بلزوم الثاني للأول لأنه إذا كان ما أوتوا حقًا غلبوا يوم القيامة مخالفهم لا محالة فلم يكن فيه فائدة زائدة، وأما أو فتشعر بأن كلًا مستقل في الباعثية على الحسد والاحتشاد في التدبير، والحمل على معنى حتى ليس له موقع يروع السامع وإن كان وجهًا ظاهرًا.
ويؤيد هذا الوجه قراءة ابن كثير أأن يؤتى بزيادة همزة الاستفهام للدلالة على انقطاعه عن الفعل واستقلاله بالإنكار، وفيه تقييد الإيمان بالصادر أول النهار بقرينة إن الكلام فيه، وتخصيص من تبع بمسلميهم بقرينة المضي فإن غيرهم متبع دينهم الآن أيضا، وعن الزمخشري أن {أَن يؤتى} الخ من جملة المقول كأنه قيل: قل لهم هذين القولين ومعناه أكد عليهم أن الهدى ما فعل الله تعالى من إيتاء الكتاب غيركم، وأنكر عليهم أن يمتعضوا من أن يؤتى أحد مثله كأنه قيل إن الهدى هدى الله، وقل لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قلتم ما قلتم وكدتم ما كدتم، وثالثها: أن يقرر ولا تؤمنوا على ما قرر عليه الثاني، ويجعل {أَن يؤتى} خبر إن و{هُدَى الله} بدل من اسمها وأو بمعنى حتى على أنها غاية سببية، وحينئذ لا ينبغي أن يخص عند ربكم بيوم القيامة بل بالمحاجة الحقة كما أشير إليه في البقرة، ولو حملت على العطف لم يلتئم الكلام، ورابعها: أن يكون {وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن} الخ باقيًا على إطلاقه أي واكفروا آخره واستمروا على ما كنتم فيه من اليهودية ولا تقروا لأحد إلا لمن هو على دينكم وهو من جملة مقول الطائفة ويكون {قُلْ إِنَّ الهدى} الخ أمرًا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك في جوابهم، على معنى: قل إن الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى حتى تحاجوا؛ وقرينة الإضمار إن {وَلاَ تُؤْمِنُواْ} الخ تقرير على اليهودية وأنه لا دين يساويها فإذا أمر صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم علم أن ما أنكروه غير منكر وأنه كائن، وحمل أو على معناها الأصلي حينئذٍ أيضا حسن لأنه تأييد للإيتاء وتعريض بأن من أوتي مثل ما أوتوا هم الغالبون، وقرئ إن يؤتى بكسر همزة إن على أنها نافية أي قولوا لهم ما يؤتى وهو خطاب لمن أسلم منهم رجاء العود، والمعنى لا إيتاء ولا محاجة فأو بمعنى حتى، وقدر قولوا توضيحًا وبيانًا لأنه ليس استئنافًا تعليلًا، وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الهدى} الخ اعتراض ذكر قبل أن يتم كلامهم للاهتمام ببيان فساد ما ذهبوا إليه؛ وأرجح الأوجه الثاني لتأيده بقراءة ابن كثير وأنه أفيد من الأول وأقل تكلفًا من باقي الأوجه، وأقرب إلى المساق انتهى.
وأقول: ما ذكره في الوجه الرابع من تقرير فلا تنكروا أن يؤتى الخ هو قول قتادة والربيع والجبائي لكنهم لم يجعلوا أو بمعنى حتى وهو أحد الاحتمالين اللذين ذكرهما وكذا القول بإبدال أن يؤتى من الهدى قول السدي وابن جريج إلا أنهم قدروا لا بين أن ويؤتى، واعترض عليهما أبو العباس المبرد بأن لا ليست مما تحذف هاهنا، والتزم تقدير مضاف شاع تقديره في أمثال ذلك وهو كراهة، والمعنى إن الهدى كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ممن خالف دين الإسلام لأن الله لا يهدي من هو كاذب كفار فهدى الله تعالى بعيد من غير المؤمنين، ولا يخفى أنه معنى متوعر، وليس بشيء، ومثله ما قاله قوم من أن {أَن يؤتى} الخ تفسير للهدى، وأن المؤتى هو الشرع وأن {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ} عطف على {أُوتِيتُمْ}، وأن ما يحاج به العقل وأن تقدير الكلام أن هدى الله تعالى ما شرع أو ما عهد به في العقل، ومن الناس من جعل الكلام من أول الآية إلى آخرها من الله تعالى خطابًا للمؤمنين قال: والتقدير ولا تؤمنوا أيها المؤمنون إلا لمن تبع دينكم وهو دين الإسلام ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الدين فلا نبي بعد نبيكم عليه الصلاة والسلام ولا شريعة بعد شريعتكم إلى يوم القيامة ولا تصدقوا بأن يكون لأحد حجة عليكم عند ربكم لأن دينكم خير الأديان، وجعل {قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله} اعتراضًا للتأكيد وتعجيل المسرة ولا يخفى ما فيه واختيار البعض له والاستدلال عليه بما قاله الضحاك إن اليهود قالوا: إنا نحج عند ربنا من خالفنا في ديننا فبين الله تعالى لهم أنهم هم المدحضون المغلوبون وأن المؤمنين هم الغالبون ليس بشيء لأن هذا البيأن لا يتعين فيه هذا الحمل كما لا يخفى على ذي قلب سليم، والضمير المرفوع من {يُحَاجُّوكُمْ} على كل تقدير عائد إلى {أَحَدٌ}.
لأنه في معنى الجمع إذ المراد به غير أتباعهم.
واستشكل ابن المنير قطع {أَن يؤتى} عن {لاَ تُؤْمِنُواْ} على ما في بعض الأوجه السابقة بأنه يلزم وقوع (أحد) في الواجب لأن الاستفهام هنا إنكار، واستفهام الإنكار في مثله إثبات إذ حاصله أنه أنكر عليهم ووبخهم على ما وقع منهم وهو إخفاء الإيمان بأن النبوّة لا تخص بني إسرائيل لأجل العلتين المذكورتين فهو إثبات محقق، ثم قال: ويمكن أن يقال: روعيت صيغة الاستفهام وإن لم يكن المراد حقيقته فحسن دخول (أحد) في سياقه لذلك وفيه تأمل فتأمل وتدبر، فقد قال الواحدي: إن هذه الآية من مشكلات القرآن وأصعبه تفسيرًا {قُلْ إِنَّ الفضل بِيَدِ الله} رد وإبطال لما زعموه بأوضح حجة، والمراد من الفضل الإسلام قاله ابن جريج وقال غيره: النبوة، وقيل: الحجج التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، وقيل: نعم الدين والدنيا ويدخل فيه ما يناسب المقام دخولًا أوليًا {يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} أي من عباده {والله واسع} رحمة، وقيل: واسع القدرة يفعل ما يشاء {عَلِيمٌ} بمصالح العباد، وقيل: يعلم حيث يجعل رسالته. اهـ.

.قال في الميزان:

قوله تعالى: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} الخ الذي يعطيه السياق هو أن تكون هذه الجملة من قول أهل الكتاب تتمة لقولهم: آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وكذا قوله تعالى: {أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم به عند ربكم} ويكون قوله: {قل إن الهدى هدى الله} جملة معترضة هو جواب الله سبحانه عن مجموع ما تقدم من كلامهم أعني قولهم: {آمنوا بما أنزل} إلى قوله: {دينكم} على ما يفيده تغيير السياق وكذا قوله تعالى: {قل إن الفضل بيد الله} جوابه تعالى عن قولهم: {أن يؤتى أحد} إلى آخره هذا هو الذي يقتضيه ارتباط أجزاء الكلام واتساق المعاني في الآيتين أولا وما تناظر الآيتين من الآيات الحاكية لأقوال اليهود في الجدال والكيد ثانيا.
والمعنى- والله أعلم- أن طائفة من أهل الكتاب وهم اليهود قالت أي قال بعضهم لبعض: صدقوا النبي والمؤمنين في صلاتهم وجه النهار إلى بيت المقدس ولا تصدقوهم في صلاتهم إلى الكعبة آخر النهار ولا تثقوا في الحديث بغيركم فيخبروا المؤمنين أن من شواهد نبوة النبي الموعود تحويل القبلة إلى الكعبة فإن في تصديقكم أمر الكعبة وإفشائكم ما تعلمونه من كونها من إمارات صدق الدعوة محذور أن يؤتى المؤمنون مثل ما أوتيتم من القبلة فيذهب به سؤددكم ويبطل تقدمكم في أمر القبلة ومحذور أن يقيموا عليكم الحجة عند ربكم أنكم كنتم عالمين بأمر القبلة الجديدة شاهدين على حقيته ثم لم تؤمنوا.
فأجاب الله تعالى عن قولهم في الإيمان بما في وجه النهار والكفر في آخره وأمرهم بكتمان أمر القبلة لئلا يهتدي المؤمنون إلى الحق بأن الهدى الذي يحتاج إليه المؤمنون الذي هو حق الهدى إنما هو هدى لله دون هداكم فالمؤمنون في غنى عن ذلك فإن شئتم فاتبعوا وإن شئتم فاكفروا وإن شئتم فأفشوا وإن شئتم فاكتموا.
وأجاب تعالى عما ذكروه من مخافة أن يؤتى أحد مثل ما أوتوا أو يحاجوهم عند ربهم بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء لا بيدكم حتى تحبسوه لأنفسكم وتمنعوا منه غيركم وأما حديث الكتمان مخافة المحاجة فقد أعرض عن جوابه لظهور بطلانه كما فعل كذلك في قوله تعالى في هذا المعنى بعينه {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون} [البقرة: 77] فقوله: {أو لا يعلمون} إيذان بأن هذا القول بعد ما علموا أن الله لا يتفاوت فيه السر والعلانية كلام منهم لا يستوي على تعقل صحيح وليس جوابا لمكان الواو في قوله: {أو لا يعلمون}.
وعلى ما مر من المعنى فقوله تعالى: {ولا تؤمنوا} معناه لا تثقوا ولا تصدقوا لهم الوثاقة وحفظ السر على حد قوله تعالى: {ويؤمن للمؤمنين}: التوبة- 61 والمراد بقوله لمن تبع اليهود.
والمراد بالجملة النهي عن إفشاء ما كان عندهم من حقية تحويل القبلة إلى الكعبة كما مر في قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام إلى أن قال: {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم} إلى أن قال: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}: البقرة- 146. اهـ.

.تفسير الآية رقم (74):

قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء والله ذُو الفضل العظيم (74)}

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

هذا كالتأكيد لما تقدم، والفرق بين هذه الآية وبين ما قبلها أن الفضل عبارة عن الزيادة، ثم إن الزيادة من جنس المزيد عليه، فبيّن بقوله: {إِنَّ الفضل بِيَدِ الله} أنه قادر على أن يؤتى بعض عباده مثل ما آتاهم من المناصب العالية ويزيد عليها من جنسها، ثم قال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء} والرحمة المضافة إلى الله سبحانه أمر أعلى من ذلك الفضل، فإن هذه الرحمة ربما بلغت في الشرف وعلو الرتبة إلى أن لا تكون من جنس ما آتاهم، بل تكون أعلى وأجل من أن تقاس إلى ما آتاهم، ويحصل من مجموع الآيتين أنه لا نهاية لمراتب إعزاز الله وإكرامه لعباده، وأن قصر إنعامه وإكرامه على مراتب معينة، وعلى أشخاص معينين جهل بكمال الله في القدرة والحكمة. اهـ.

.قال الألوسي:

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء} قال الحسن: هي النبوة، وقال ابن جريج: الإسلام والقرآن، وقال ابن عباس هو وكثرة الذكر لله تعالى، والباء داخلة على المقصور وتدخل على المقصور عليه وقد نظم ذلك بعضهم فقال:
والباء بعد الاختصاص يكثر دخولها على الذي قد قصروا وعكسه مستعمل وجيد، ذكره الحبر الإمام السيد.
{والله ذُو الفضل العظيم} قال ابن جبير: يعني الوافر. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وجملة {يختص برحمته من يشاء} بدل بعض من كل لجملة {إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} فإنّ رحمته بعض مما هو فضله.
وجملة {والله ذو الفضل العظيم} تذييل وتقدم تفسير نظيره عند قوله تعالى: {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم} في سورة [البقرة: 105]. اهـ.

.من فوائد الزمخشري في الآيات:

قال رحمه الله:

.[سورة آل عمران: الآيات 64- 68]

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضًا أَرْبابًا مِنْ دُونِ الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}.
{يا أَهْلَ الْكِتابِ} قيل هم أهل الكتابين. وقيل: وفد نجران. وقيل: يهود المدينة {سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ} مستوية بيننا وبينكم، لا يختلف فيها القرآن والتوراة والإنجيل.
وتفسير الكلمة قوله: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضًا أَرْبابًا مِنْ دُونِ الله} يعنى تعالوا إليها حتى لا نقول: عزيز ابن الله، ولا المسيح ابن الله، لأن كل واحد منهما بعضنا بشر مثلنا، ولا نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع الله، كقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبأنهمْ أَرْبابًا مِنْ دُونِ الله وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهًا واحِدًا} وعن عدى بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله، قال: أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم؟ قال: نعم. قال: هو ذاك.
وعن الفضيل: لا أبالى أطعت مخلوقا في معصية الخالق، أو صليت لغير القبلة. وقرئ {كلمة} بسكون اللام. وقرأ الحسن {سواء} بالنصب بمعنى استوت استواء.